هذا الموضوع قرأته في كتاب وحبيت اطرح في هذا المنتدى وهذا الكتاب يضم موضيع كثيرة ومن بينها هذا الموضوع الذي اطرحه امامكم اتمنا ان ينال إعجابكم.
بسم الله الرحمان الرحيم
قال تعالى :
﴿ وما أرسلنك إلا رحمة للعلمين﴾.
ففي ظلال هذه الآية التي تبرز عنوانا للحياة الحقيقية للبشرية، اي البشرية التي في ثياب السعادة والنعيم..
فالله سبحانه أعلم بخلقه من انفسهم:
﴿ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾.
وإن الطريق المستقيم لا يكون إلا في توحيده سبحانه وتعالى كما مضى معنا، وأتم الله النعمة وأسبغها بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم إذ جعله الله مبشرا لا منفرا.. هاديا لا مضلا.. مصلحا لا مفسدا.. حريصا بالمؤمنين رؤوف رحيم.. ما كان الله أن يحتاج لمخلوقيه حتى يثيبهم أو يعذبهم.
إن رحمة الله تتجلى واضحة في صور كثيرة منها القصة التي وقعت للصحابة عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم درسا عمليا من الرحمة في دين وبينما هو وصحابته ينظرون إلى إمرأة وهي تبحث عن ولدها في الأسرى فلما رأته كأنها قد عثرت على شيء من جسدها أخدته تضمه.. فقال النبي صلى الله علي وسلم
أر أيتم هذه تلقي بابنها في النار) فما كان الصحابة إلا ان قالوا: لا يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فالله أرحم بعبادة من هذه المرأة بولدها).
وكذلك يوجد درس اخر نتعلمه من هذا الدين العظيم يخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن في كل كبد رطبة صدقة، وأن امرأة من بني إسرائيل دخلت الجنة بسبب كلب سقته من الظمأ..
إن الرحمة تنتزع من قلوب الناس مع أنها جبلة في البشر إذا حادوا عن منهج الله فسرعان ما تلتهمهم نيران الفتن وتعصف بهم عواصف الظلم، فالقوي يأكل الضعيف.. وحكم الغابة يكون هو السائد وعند ذلك لا مكانة عند الناس، ونظرة يسيرة ونحن نختزل الزمن من قبل الإسلام نرى كيف كانت الرحمة آنذاك، ليس لها وجود يذكر إلا ما كان من النزل القليل وهو ليس بمقياس فالظلم هو السائد في البشر هو الذي يحكم، وينهى.
وكذلك إذا انظرنا إلى عصرنا الحاضر وسلطنا الضوء على هذه الحضارات التي نشاهدها ونلمسها ونحن في عصر التمدن والرقى، نجد أن الضعيف ليس له مكان وإنما يطلق عليه رصاصة الرحمة كما يسمونها فلو ضربنا على سبيل المثال الوالدين ومصيرهما إذا بلغا في العمر عتيا.. ما نراه ونشاهده أنهما على أحسن الأحوال يكون مصيرهما في دار العجزة والمسنين ألقيا في هذه الدار من اجل التخلص منهما.. لأنهما عبأ ثقيل على أبنائهما وكأن الرحمة قد نزعت من قلوب الأبناء.
أما في إسلامنا فالوضع غير ذلك أوصى الله ببرهما وقرن ذلك بأصل الدين، قال تعالى:
﴿ وآعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالولدين إحسنا ﴾. وقد يقول قائل أن في المجتمعات الإسلامية قصصا يندى لها الجبين نقول ليس ذلك في منهاج ديننا.
وخلاصة القول: إن الرحمة في هذا الدين أصل فيه، بل إن محمد صلى الله عليه وسلام كان رحمة لنا كيف لا وهو الذي دلنا على أكبر نعمه وهي التوحيد الذي به النجاة من النار والدخول في الجنة.